مديان قتلوهم فوق قتلاهم، أوي، وراقم،
وصور، وحور، ورابع، خمسة ملوك مديان، وبلعام بن باعور قتلوه بالسيف، وسبى بنو
إسرائيل نساء مديان وأطفالهم، ونهبوا جميع بهائمهم وجميع مواشيهم وكلّ أملاكهم،
أحرقوا جميع مدنهم بمساكنهم وجميع حصونهم بالنار) .
وجاء في (سفر العدد، الإصحاح الحادي
والثلاثون 13- 16): (فخرج موسى والعازر الكاهن وكلّ رؤساء الجماعة لاستقبالهم إلى
خارج المحلة، فسخط موسى على وكلاء الجيش رؤساء الألوف ورؤساء المئات القادمين من
جند الحرب، وقال لهم موسى: هل أبقيتم كلّ أنثى حيّة)
وكل هذه الأوصاف ابتداء من الحكم
وتطبيقه تنطبق تماما على ما روي في مجزرة بني قريظة، ولم يرو في غيرها من الغزوات،
وهو ما جعل الذين يحاولون تبرير المجزرة في حيرة من أمرهم، ولو أنهم رجعوا للقرآن
الكريم، وتركوا تلك الروايات المدلسة لزالت حيرتهم بسهولة.
وسنذكر هنا بعض الوجوه المرتبطة بحاكمية
القرآن الكريم وموقفه من التحاكم لغيره، وموقفه من كتب اليهود واعتبارها محرفة، لنثبت
استحالة تطبيق ذلك الحكم التوراتي الذي قد يكون محرفا، وترك الحكم الشرعي الذي ورد
به القرآن الكريم.
1 ـ موقف الاحتكام لغير القرآن الكريم:
وقد وردت في ذلك نصوص كثيرة جدا، قد لا
نحتاج إلى ذكر الكثير منها، ذلك أن العلماء اتفقوا على أن كل أمر بطاعة الله هو
أمر بالتزام أحكام القرآن الكريم.