وحذر القرآن الكريم هذه الأمة من الركون
إلى اليهود، أو اعتقاد صحة ما عندهم، أو الرجوع إليه بأي صيغة من صيغ الرجوع، قال
تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي
الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ
قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ
لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ
يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا
وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا
أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي
الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (41) ﴾
[المائدة: 41]
وهذه الآية الكريمة تدل على أنه كان في
عهد رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم من يميل إلى اليهود، ويهتم بما عندهم من العلوم أو الشرائع، ولعل ذلك هو
الذي تسلل إلى الأمة بعد وفاته a؛ فمنع تنفيذ تلك الآيات الكريمة،
وصار في الأمة من يجوز الرجوع لمصادر أهل الكتاب، بل وجد فيها من يدافع عنها وعن
صحتها، اعتمادا على ما ورد في النصوص التي تثني على نسخها التي لم تحرّف.
بل وجد من يضع الروايات التي تنهى عن كتابة أحاديث رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم من