التوراة الصحيحة، ومن الأمثلة على ذلك ما عبر عنه ابن تيمية
بقوله في [دقائق التفسير]: (وعمر بن الخطاب رضي الله عنه لما رأى بيد كعب الأحبار
نسخة من التوراة قال يا كعب إن كنت تعلم أن هذه هي التوراة التي أنزلها الله على
موسى بن عمران فاقرأها، فعلق الأمر على ما يمتنع العلم به، ولم يجزم عمر رضي الله
عنه بأن ألفاظ تلك مبدلة لما لم يتأمل كل ما فيها، والقرآن والسنة المتواترة يدلان
على أن التوراة والإنجيل الموجودين في زمن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم فيهما ما أنزله الله عز وجل، والجزم بتبديل ذلك في
جميع النسخ التي في العالم متعذر، ولا حاجة بنا إلى ذكره، ولا علم لنا بذلك، ولا
يمكن أحدا من أهل الكتاب أن يدعي أن كل نسخة في العالم بجميع الألسنة من الكتب
متفقة على لفظ واحد، فإن هذا مما لا يمكن أحدا من البشر أن يعرفه باختياره)[1]
ومن الحيل التي صار الكثير للأسف يستعملها لتمرير الخرافات
اليهودية، روايتها ثم التعقيب عليها بكوننا لا نصدقها، ولا نكذبها، من الأمثلة على
ذلك ما ورد في بعض روايات وهب بن منبه، والتي يقول فيها: (إن السموات السبع
والبحار لفي الهيكل[2] وإن
الهيكل لفي الكرسي، وإن قدميه لعلى الكرسي وهو يحمل الكرسي وقد عاد الكرسي كالنعل
في قدميه) [3]
وقد علق عليها الذهبي بقوله: (كان وهب من أوعية العلوم، لكن
جُلَّ علمه عن أخبار الأمم السالفة، كان عنده كتب كثيرة إسرائيليات، كان ينقل منها
لعله أوسع دائرة من كعب الأخبار، وهذا الذي وصفه من الهيكل وأن الأرضين