ثم ذكر الحكم الشرعي المرتبط بهم،
والأصل أن يطبق على غيرهم أيضا، فقال: ﴿وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ
عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ
عَذَابُ النَّارِ﴾ [الحشر: 3]
ثم بين علة ذلك الحكم والحكمة منه،
فقال: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ
اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [الحشر: 4]
وهذه العلة تنطبق تماما على بني قريظة؛
فجريمتهم مع شناعتها لا تقل عن جريمة بني النضير، ولذلك كان الأصل أن يطبق عليهم
نفس الحكم، كما تقتضيه العدالة والمساواة، وهو ما حاولت الروايات التاريخية أن
تشوه به النبوة.
أما القول الذي يذكره الكثير للأسف عند
تبريرهم لمجزرة بني قريظة، وهو أن الحكم المرتبط ببني النضير لم يجد نفعا، ذلك
أنهم راحوا يفسدون في الأرض، ولذلك تعامل رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم مع بني
قريظة بطريقة مشددة، فهو طعن في كتاب الله وحكم الله، واتهام له بأنه لا يتسق مع
ما تقتضيه الحكمة.
وقد عبر عن هذا الاعتذار الشيخ جعفر
السبحاني في كتابه [سيّد المرسلين a]، فقال: (والذي نتصوره هو أن أكبر
أسباب هذا الحكم هو أن (سعد بن معاذ) رأى باُم عينيه أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم عفا
عن بني قينقاع المعتدين بناء على طلب من الخزرجيين،واكتفى من عقابهم بإخراجهم من
المدينة، واجلائهم عنها ولكن تلك الزمرة التي شملها عفو النبيّ a لم
تكن تغادر أراضي الاسلام حتى