وهكذا اعتبر رجال الدين من أهل الكتاب
هم المتكبرون الذين صدوا عن سبيل الله، وليس عامة الناس، قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ
أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾
[التوبة: 34]
وبذلك، فإننا ندعو هؤلاء إلى اعتبار هذه
الأمثلة وغيرها للدلالة على اعتبار المجزرة من ضمن المسائل العقدية التي يشترطون
فيها التواتر، ولا يقبلون فيها أحاديث الآحاد، خاصة إذا تعارضت مع الحقائق العقدية
المسلم بها.
ومن الأمثلة على ذلك في المدرسة السنية
ما نص عليه المتكلمون من المدرسة الأشعرية والماتريدية وغيرهما من عدم الاحتجاج
بأحاديث الآحاد في العقائد[1]، فقد ذكر الماتريدي في
كتاب (التوحيد) و(التأويلات) أن خبر الآحاد لا يوجب العلم، لأنه لا يبلغ مرتبة
الخبر المتواتر في إيجاب العلم والشهادة[2].
[1] ولم يخالف في هذا إلا أهل الحديث،
الذين تبنتهم المدرسة السلفية، ولذلك وقعوا في التجسيم والتشبيه، لكونهم يقبلون أي
حديث مهما قلت طرقه، ويبنون عليه عقائدهم.