a لم ينج من نخسة الشيطان إلا بعد أن نقذت
الطعنة إلى قلبه، وكان ذلك بعملية جراحية تولتها الملائكة بآلات جراحية مصنوعة من
الذهب! ونصت هذه الروايات أن صدره a قد شق
وأخرجت منه العلقة السوداء! وحظ الشيطان كما يقولون، وكأن هذه العملية لم تنجح
فأعيد شق صدره.. وإن هذه العملية الجراحية لتشبه من بعض الوجوه عملية صلب السيد المسيح عليه السلام، وإنما ذكروا ذلك لكى يغفر الله خطيئة آدم التى احتملها هو وذريته من بعده إلى يوم القيامة، وأصبحت فى أعناقهم جميعاً، وتنص العقيدة المسيحية أنه لا يظفر بهذا
الغفران إلا من يؤمن بعقيدة الصلب) [1]
وقد ذكر في معرض
رده الشبه التي يمكن أن يعتمدها المسيحيون في مناظراتهم مع المسلمين الذين يتبنون
أمثال هذه الحادثة، فقال: (ولئن قال المسلمون لإخوانهم المسيحيين: ولم لا يغفر
الله لآدم خطيئته بغير هذه الوسيلة القاسية التى أزهقت فيها روح طاهرة بريئة، هى
روح عيسى عليه السلام بغير ذنب؟ قيل لهم: ولم لم يخلق الله قلب رسوله الذى اصطفاه
كما خلق قلوب إخوانه من الأنبياء والمرسلين – نقياً من العلقة السوداء، وحظ الشيطان بغير هذه العملية الجراحية التى تمزق فيها صدره وقلبه مراراً عديدة!)[2]
ومنهم الدكتور محمد حسين هيكل الذي قال فى كتابه [حياة محمد a]: (لا يطمئن المستشرقون، ولا يطمئن جماعة من
المسلمين كذلك إلى قصة الملكين هذه، ويرونها ضعيفة السند، فالذى رأى الرجلين فى
رواية كُتَّاب السيرة إنما هو طفل لا يزيد على سنتين إلا قليلاً، وكذلك كانت سن
محمد يومئذ)[3]
ومنهم الشيخ
محمد الغزالي الذي قال في كتابه [فقه السيرة]: (لو كان الشرّ إفراز غدة
[1] أضواء على السنة المحمدية، محمود
أبو رية، دارالمعارف، القاهرة، ص185.