ومنهم صالح
الوردانى الذي قال: (وتأتى قضية السحر لتؤكد لنا مدى هامشية شخصية الرسول a فى نظر أهل السنة، ومدى إهمال الوحي له، حتى أن بعض
السحرة يسحرونه ويسيطرون عليه، فيفعل الشئ ولا يفعله، أو يتخيل فعل الشئ، وهذا
يعنى أن الساحر قد هيمن على الرسول نفسيا، ومن الممكن أن يقول على لسانه ما يشاء.
ومرة أخرى يطرح السؤال: أين دور الوحي)[2]
ومن المحدثين
الذين لم يستسيغوا حديث السحر محمد رشيد رضا، وقد كان موقفه ذلك سببا في تأليف
الشيخ مقبل الوادعي رسالة في الدفاع عن سحر النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، سماها (ردود أهل العلم على الطاعنين في حديث
السحر)، ومما جاء في مقدمتها قوله: (إن من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن
الدعوة إلى الله بل ومن الجهاد في سبيل الله بيان عقيدة أهل السنة والجماعة والذّب
عنها، وكشف عوار أهل البدع والملحدين والتحذير منهم.. وجزى الله أهل السنة خيرًا
فهم من زمن قديم يتصدون لأهل البدع، حتى فضّل بعضهم الرّدّ على أهل البدع على
الجهاد في سبيل الله.. وفي هذا الزمن شاع وذاع أن جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده
المصري، ومحمد رشيد رضا، من المجددين وأنّهم علماء الفكر الحر، فقام غير واحد من
المعاصرين ببيان ضلالهم وأنّهم مجدّدون للضلال وترهات الإعتزال فعلمت حقيقتهم..
فصارت معرفة ضلالهم كلمة إجماع بين أهل السنة، لكن محمد رشيد رضا لم يوفّ حقه
واغترّ بعض الناس ببعض كلماته في الردود على بعض أهل البدع، وما يدري أن عنده من
البدع والضلال ما يقاربهم.. لذا رأيت أن أكتب هذه الرسالة الموسومة
[1] قراءة فى صحيح البخارى، أحمد صبحى
منصور، دار النديم للنشر، ص36.
[2] دفاع عن الرسول ضد الفقهاء
والمحدثين، صالح الورداني، دار الرأي للطباعة والنشر والتوزيع الطبعة: الاولى 1998
ص258، 268.