أبي ذئب فيه،
ولاضعف العلماء ابن أبي ذئب بمقالته هذه، بل هما عالما المدينة في زمانهما)[1]
وهكذا نرى السلفية أنفسهم ينكرون الكثير
من الأحاديث التي لا تتناسب مع ما يعتمدونه من آراء، وقد ذكرنا في كتاب [شيخ
الإسلام في قفص الاتهام] الكثير من الأمثلة على إنكار ابن تيمية لأحاديث التوسل
والزيارة وفضائل أهل البيت وغيرها.
بل هكذا نرى علماء الحديث المعاصرين،
ينكر بعضهم على بعض إدخال آرائهم ومواقفهم في الحكم على الأحاديث قبولا أو رفضا،
ومن الأمثلة على ذلك ما أشار إليه الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي
عند رده على الألباني؛ فقد قال: (الشيخ ناصر الدين الألباني شديد الولوع بتخطئة
الحذاق من كبار علماء المسلمين ولا يحابي في ذلك أحدا كائنا من كان، فتراه يوهم
البخاري ومسلما ومن دونهما.. ويكثر من ذلك حتى يظن الجهلة والسذج من العلماء أن
الألباني نبغ في هذا العصر نبوغا يندر مثله. وهذا الذي ينم عنه ما يتبجج به
الألباني في كثيرمن المواطن، ويلفت إليه أنظار قارئيه، فتارة يقول: أغتنم هذا
التحقيق فإنك لا تجده في غير هذا الموضع ـ يعني عند غيره من المصنفين ـ وتارة يدعي
أنه خصه الله تعالى في هذا العصر بالوقوف على زيادات الحديث الواردة في مختلف طرقه
المنتشرة في الكتب المبعثرة، وبذلك وصل إلى ما لم يصل إليه غيره من المحققين
السابقين ولا اللاحقين.. هذا مبلغ علم الألباني، فإذا نظرت في كتبه تجد الدليل
فإنه يذكر فيما يسميها بالصحيحة ما يناقض ما يسميها