وهذا عجيب.. ويدل على سذاجة كبيرة، فمنذ متى كان الناس لا
يكذبون.. وهل هناك عصر من العصور تقاعد فيه الشيطان عن الوسوسة إلى الناس، بل كيف
يدعون هذا، وهم يرمون أنبياء الله، بل يرمون خليله عليه السلام بكونه كذب ثلاث
مرات.
بل ورد من
الأدلة ما يدل على أن الجرأة على الكذب، وتقويل رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ما لم يقل حصل في حياته، وبسببه ورد حديث: (من كذب
عليّ متعمداً...)، كما ذهب إلى
ذلك بعض الباحثين [2].
وحتى غيرهم ممن ينزهون الصحابة، ويقولون بعدالتهم المطلقة،
مثل الدكتور صلاح الدين الإدلبي الذي ذهب إلى إمكانية حدوث الوضع في العصر النبوي،
لكن لا من جانب الصحابة بما يشكّك في صدقهم وعدالتهم، وإنما من جانب من كان معهم
من المنافقين[3].
لكن ما أسهل أن يجد المحدثون مصطلحا معينا، ويضعوا معه قانونا
استثنائيا حتى لا ترمى روايات أبي هريرة أو غيره من المدلسين، يقول ابن الصلاح:
(ثم إنا لم نعد في أنواع المرسل ونحوه ما يسمى في أصول الفقه مرسل الصحابي، مثل ما
يرويه ابن عباس وغيره من أحداث الصحابة عن رسول الله k ولم يسمعوه منه؛ لأن ذلك في حكم الموصول المسند؛ لأن
روايتهم عن