الصحابة، والجهالة بالصحابي غير قادحة؛ لأن الصحابة كلهم
عدول)[1]..
و(الصحابة جميعا عدول مرضيين، فإن الجهل بأسمائهم في السند لا يضر، وعليه فإن
العلم بهم والجهل سواء، وأن السند متصل غير منقطع، ويكون - حينئذ - حجة يلزم العمل
بها)[2]
ويقول السيوطي ـ معبرا عن وجهة نظر المحدثين في ذلك: (أما
مرسل الصحابي كإخباره عن شيء فعله النبي k
أو نحوه، مما يعلم أنه لم يحضره لصغر سنه أو تأخر إسلامه، فمحكوم بصحته على المذهب
الصحيح الذي قطع به الجمهور من أصحابنا وغيرهم، وأطبق عليه المحدثون المشترطون
للصحيح القائلون بضعف المرسل، وفي الصحيحين من ذلك ما لا يحصى؛ لأن أكثر رواياتهم
عن الصحابة وكلهم عدول، ورواياتهم عن غيرهم نادرة، وإذا رووها وبينوها، بل أكثر ما
رواه الصحابة عن التابعين ليست أحاديث مرفوعة، بل إسرائيليات أو حكايات أو
موقوفات)[3]
وما ذكره السيوطي خطير جدا؛ فهو يذكر أن في الصحيحين من ذلك
ما لا يحصى.. ثم بعد ذلك يتهمون كل من طعن في حديث من الصحيحين بسبب مخالفته
للقرآن الكريم أو للعقل أو للقيم الإنسانية بأنه زنديق وضال مضل.
ولهذا، ذكر الإمام مالك ـ بسبب معاصرته لابن إسحق ـ أن
رواياته كانت