مأخوذة من اليهود بمن فيهم يهود بني قريظة، ولو لم يسمهم،
وهكذا يقال في الروايات التي رويت عن غيره، بل حتى الروايات التي رويت في الصحيحين
وغيرهما، بأسماء أخرى.
والذي يدل على ذلك هو تلك الحملة الشديدة التي قام بها كبار
الصحابة في مواجهة الاكتساح اليهودي للمجالس العلمية؛ فقد قال ابن عباس غاضبا: (كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء، وكتابكم الذي أنزله الله على نبيه a بين
أظهركم أحدث الكتب عهدا بربه غض لم يشب؟ ألم يخبركم الله في كتابه أنهم غيروا كتاب
الله وبدلوه وكتبوا الكتاب بأيديهم، فقالوا: ﴿هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ
لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا﴾ [البقرة: 79]؟ ألا ينهاكم العلم الذي
جاءكم عن مسألتهم؟ والله ما رأينا رجلا منهم قط يسألكم عما أنزل الله عليكم)[1]
بل إن
ابن عباس نفسه لم يسلم من الكذب عليه، ورواية الكثير من الإسرائيليات عنه، لأن
اليهود، ومن شايعهم لم يكونوا يكتفون برواية الروايات بأسمائهم، وإنما كانوا
يدلسون؛ فيضعون من يثق فيه الناس في قوائهم أسانيدهم، ليمرروها.
ولهذا
لم يكد ينجو أحد من رواية الإسرائيليات عنه، إما لكونه قام بذلك بنفسه، مثلما كان
يفعل أبو هريرة وعبد الله بن عمرو وغيرهما، أو كان يُدلس عليه، مثلما حصل مع ابن
عباس.
ولذلك
فإن الإسرائليات لم تكن قاصرة على تلك الروايات التي رواها كعب
الأحبار، ووهب بن منبه، وابن جريج، وابن إسحاق، والسدي الكبير الكذاب