responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجزرة بني قريظة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 59

(وهو أكثرهم رواية للإسرائيليات)، وإنما شملت أيضا من دونهم من أمثال قتادة، وسعيد بن جبير، ومحمد بن كعب القرظي، ومجاهد، وغيرهم كثير.

ومن الأمثلة على سريان التأثير اليهودي في رواة ذلك العصر، ما رواه مالك في الموطأ من قصة طويلة خلاصتها أن أبا هريرة أخبر كعب الأحبار بأن رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم قال عن يوم الجمعة: (وفيه ساعة، لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله شيئا، إلا أعطاه إياه)، فقال كعب مصححا: (ذلك في كل سنة يوم!)، فرد عليه أبو هريرة، وقال: (بل في كل جمعة)، وأخبره أنه هكذا روى الحديث عن رسول الله a، ثم ذكر أنه أخبر عبد الله بن سلام باعتباره كان يهوديا، فقال له ابن سلام: (كذب كعب)، لكنهم، ولأجل تبرئة كعب ذكروا بأنه عاد إلى لتوراة، فاكتشف فيها خطأه، فقال: (صدق رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم هي في كل جمعة)، وحينها يذكرون أن عبد الله بن سلام قال عنه: (صدق كعب)[1]

والمشكلة التي تدل على مدى الغفلة التي وقع فيها المصدقون لقوله، هي أنه لم يتجرأ أحد منهم على مطالبة كعب بإحضار التوراة، وبيان ما فيها حول المسألة، كما أرشد إلى ذلك القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [آل عمران: 93]

والمشكلة الأكبر من ذلك هي أن كعبا، والذي يزعمون له الإمامة في الدين، والعلم الكثير، ويحرمون الطعن فيه لم يقل: (صدق رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، هي في كل جمعة) إلا بعد اطلاعه على التوراة ـ كما يذكر ـ ولست أدري هل التوراة المحرفة ـ في حال صحة ما ذكره عنها ـ أصدق من رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم.

هذا ما كان من أبي هريرة، باعتبار تأخر إسلامه، ومحاولته استدراك ما فاته من علم،


[1] الموطأ ، الأصبحي ، مالك بن أنس بن مالك توفي سنة 179هـ شرح وتعليق: أحمد راتب عرموش ، بيروت ، دار النفائس للطباعة والنشر ، ط 1 ، سنة 1390هـ، 1/109.

نام کتاب : مجزرة بني قريظة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست