معك) وغضب، ثم
قال: (ما خلق الله عزّ وجلّ بقعة في الأرض أحبّ إليه منها)[1]
ولكن مع كل تلك
التحذيرات نجد تسللا للإسرائيليات، وما يرتبط بها، إلى كتب الشيعة، وذلك لتساهل
بعض الرواة أو الكثير منهم مع التدليس، وهذا ما أتاح دخول روايات المجزرة إلى
كتبهم.
وقد نص كل
المحققين من علماء الشيعة على ذلك؛ فقد ذكر السيد الطباطبائي مدى تسرب الروايات
الإسرائيلية إلى التراث الشيعي، فقال: (وهذا النوع على شذوذه
وندرته غير مأمون فيه الوضع والدس فان انسراب الإسرائيليات وما يحلق بها من
الموضوعات والمدسوسات بين رواياتنا لا سبيل إلى انكاره ولا حجية في خبر لا يؤمن
فيه الدس والوضع)[2]
وذكره الشيخ
جعفر السبحاني، متأسفا على تسلل الإسرائيليات للتراث السني
والشيعي جميعا؛ فقال: (تلك ـ والله ـ خسارة فادحة، حيث إن جماعة من المحدثين
والفقهاء والمفسرين دقوا كل باب ولم يدقوا باب أهل البيت إلا شيئا لا يذكر ففسروا
كتاب الله بآرائهم وأفتوا في المسائل الشرعية بالمقاييس الظنية التي ليس عليها
مسحة من الحق، ولا لمسة من الصدق حتى حشوا تفاسيرهم بإسرائيليات ومسيحيات بثها
مسلمة أهل الكتاب ككعب الأحبار ووهب بن منبه وتميم الداري وأضرابهم بين المسلمين،
وأخذها عنهم المحدثون والرواة والمفسرون في القرون الأولى، زاعمين أنها علوم ناجعة
وقضايا صادقة، فيها شفاء العليل، ورواء الغليل والحال أنك إذ فتشت التفاسير
المؤلفة في القرون الغابرة لا تجد تفسيراً علمياً أو روائياً من أهل السنة إلا وهو
طافح بآرائهم الشخصية وأقوالهم التي لا قيمة لها في سوق العلم، وقد استفحل أمر
هؤلاء الرواة حتى اغتر بهم بعض المفسرين من
[1] وسائل الشيعة، محمد بن الحسن الحر
العاملي، مؤسسة آل البيت، قم المقدسة، ١٣ /262.