الشيعة، فذكروا
جملة من الإسرائيليات في ثنايا تفاسيرهم، وما ذلك إلا لأن تلك الأفكار كانت رائجة
إلى حد كان يعد الجهل بها، وعدم نقلها قصورا في التفسير وقلة اطلاع فيه، ولأجل ذلك
لم يجد شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي بدا من نقل آراء هؤلاء في تفسيره
(التبيان)، وتبعه أمين الإسلام في تفسير (مجمع البيان)، ولكن لم يكن ذكرهم لآراء
هؤلاء لأجل الاعتماد عليهم والركون إليهم، وإنما ألجأتهم إليه الضرورة الزمنية
والسياسة العلمية السائدة على الأوساط آنذاك)[1]
وضرب النماذج على ذلك ببعض التفاسير
بالمأثور الشيعية، فيذكر منها [البرهان في تفسير القرآن] للسيد هاشم البحرانى
(توفي 1107 هـ)، و[نور الثقلين] للشيخ عبد علي الحويزي من علماء القرن الحادي عشر،
ثم يعلق عليها بقوله: (والاستفادة من التفسير بالمأثور يتوقف على تحقيق اسناد
الروايات لكثرة تطرق الإسرائيليات والمسيحيات والمجوسيات المروية من مسلمة أهل
الكتاب إليها أو مستسلمتهم)[2]
وهكذا ذكره الشيخ علي الكوراني، فقال: (بلاء الإسرائيليات مشتركاً بين السنة والشيعة إلا أن منبعه عند
السنة وبعض ترشحاته عند الشيعة)[3]
وقال عند حديثه عن جهود ومواقف أئمة أهل
البيت عليهم السلام والعلماء في تنزيه الأنبياء b بقوله:
(اتضح بما تقدم أن أئمة أهل البيت عليهم السلام رسموا خطاً في تنزيه الأنبياء
عليهم السلام والدفاع عنهم، وأن علماء المذهب
[1] مفاهيم القرآن: جعفر السبحاني،
10/278، مؤسسة الإمام الصادق ، مطبعة إعتماد، قم – إيران، ط1،
1420 هـ، ج10 ص 352- 353.
[2] الايمان والكفر، جعفر السبحاني، دار
الأضواء للطباعة والنشر والتوزيع، ص 223..
[3] العقائد الإسلامية، الشيخ علي
الكوراني، دار السيرة، ج 5 ص 177..