المسلمين وإن كان مشتركاً بين السنة
والشيعة، إلا أن منبعه عند السنة وبعض ترشحاته عند الشيعة، والسبب في ذلك أن
السلطة كانت بيد خلفاء السنة وأئمتهم، وكان علماء اليهود وحملة ثقافتهم يتقربون
إليهم فقربوهم وأجازوا لهم بث ثقافتهم في المسلمين! أما الشيعة فكانوا أقلية
محكومين، وكان اليهود يبتعدون عنهم خوفاً من غضب السلطة) [1]
ثانيا ـ تمجيد اليهود في روايات
المجزرة:
وهي من أكبر
الأدلة على المصدر اليهودي للمجزرة، ذلك أن من أدلة الوضع والكذب التي ذكرها
المحدثون تمجيد جهة معينة لمصلحة للراوي فيها، ومن الأمثلة على ذلك ما فعله سيف بن عمر التميمي (ت170هـ) الراوي الكبير المتفق على كذبه ودجله وتسلل مروياته
للتاريخ الإسلامي، والذي استعمل كل ما لديه من خيال واسع ليمجد قومه من بني تميم.
وقد ذكر العلامة
مرتضى العسكري في كتابه [خمسون ومائة صحابي مختلق] ثلاثة وعشرين صحابياً تميمياً اختلقهم سيف بن عمر،
وليس لهم وجود تاريخي حقيقي، وقد جاء في مقدمة الكتاب: (ولم تزل هذه الظروف منذ
أقدم العهود حتّى اليوم تحمل الكثير من كتّاب التاريخ على أن يسطروا الوقائع على
خلاف حقيقتها تنفيذاً لغاياتهم وفي مقدمتها مسايرة مصالح السلطات للافادة من ذلك.
وإذا علمنا أن العصبية القبلية كانت في أشد عنفها في القرون ما قبل الاسلام وفي
القرن الاول الهجري وما بعده؛ أدركنا لِمَ كان سيف التميمي يخلق قسماً كبيراً من
الصحابة فيجعلهم تميميين ويجعل أول ناصر لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم تميمياً