قبل أقرب الناس
إلى النبيّ ويجعل أول شهيد في الاسلام تميمياً، ثمّ يختلق ربيباً من بني تميم
لرسول اللّه بل لا يكتفي بربيب واحد حتّى يثنيه بآخر كما يذكر ذلك المؤلف، مما خفي
أمر هذه الاخبار على كثير من الرواة الذين لم يتعمقوا في دراسة الاخبار وتمحيصها
وتتبع أصولها)[1]
ومن الأمثلة على أولئك الصحابة الذين
اختلقهم سيف ليمجد قومه [القعقاع بن عمرو]، والذي ارتبطت به أمجاد كبيرة، حتى أن
ابن عبد البر قال عنه وعن أخيه عاصم بن عمرو: (لا يَصِحّ لهما عند أهل الحديث
صُحبة، ولا لقاء، ولا رواية، وكان لهما بالقادسية مشاهد كريمة، ومقامات محمودة،
وبلاء حسن)[2]، وقال ابن حجر: (كتب عمر
إلى سعد: أيّ فارس كان أفرس في القادسيّة؟ قال:فكتب إليه: إني لم أر مثل القعقاع
بن عمرو، حمل في يوم ثلاثين حملة، يقتل في كل حملة بطلا)[3]مع العلم أن كل الروايات
المرتبطة به، وبأمجاده لم ترو إلا عن طريق سيف بن عمر التميمي، وهو متهم بالكذب
والزندقة، فقد قال فيه ابن حجر: (ضعيف في الحديث عمدة في
التاريخ، وأفحش ابن حبان القول فيه)[4]، وقال ابن عدي: (ولسيف
بن عمر غير ما ذكرت أحاديث، وبعض أحاديثه مشهورة وعامتها
[1] خمسون ومائة صحابي مختلق،
العسكري، مرتضى، مطبعة دار التضامن، بغداد، الطبعة الثانية، 1969م، 1/15.
[2] الاستيعاب في معرفة الأصحاب، أبو
عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي، المحقق: علي
محمد البجاوي، دار الجيل، بيروت، الطبعة: الأولى، 1412 هـ ، 1992 م، (784/2).