وغيرها من
النصوص الكثيرة التي تبين أن هذه الأمة ستتأثر بما حصل لغيرها من الأمم، فتحرف
وتبدل القيم الرفيعة للدين، وتحوله من الاستقامة إلى الاعوجاج، كما قال تعالى يصف
القائمين على ذلك: ﴿ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ
وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآخِرَةِ كَافِرُونَ ﴾ [الأعراف: 45]
وبناء على هذا
حاولت هذه السلسلة أن تحاكم الكثير من القضايا الواردة في كتب الفقه أو العقائد أو
السيرة أو التفسير أو الحديث وغيرها إلى القيم القرآنية الأصيلة التي دعينا إلى
التحاكم إليها في حال النزاع، أو لرد المتشابه، كما قال تعالى: ﴿هُوَ
الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ
الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ
فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ
تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي
الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ
إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [آل عمران: 7]
وقد اخترنا لها
هذا العنوان [دين الله.. ودين البشر]، باعتبارها تحاول نقض دين البشر، لرده لدين
الله؛ فلا يمكن أن يجتمع الدينان في محل واحد، بل لابد من الكفر بأحدهما والبراءة
منه ليتحقق الدين الآخر، كما قال تعالى في السورة المخصصة لذلك: ﴿قُلْ
يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ
عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ
[1] قال العراقي في [تخريج أحاديث إحياء
علوم الدين، العِراقي (725 - 806 هـ)، ابن السبكى (727 - 771 هـ)، الزبيدي (1145 -
1205 هـ)، استِخرَاج: أبي عبد اللَّه مَحمُود بِن مُحَمّد الحَدّاد (1374 هـ -؟)،
دار العاصمة للنشر – الرياض، الطبعة: الأولى، 1408 هـ - 1987 م،
(1/ 187)]: (أما أول الحديث فلم أجد له أصلاً وأما آخره فرواه الدارمي في مسنده من
رواية بقية عن الأحوص بن حكيم عن أبيه قال سأل رجل النبي - a - عن الشر فقال لا تسألوني عن الشر وسلوني
عن الخير يقولها ثلاثاً ثم قال إلاّ أن شر الشرار شرار العلماء وخير الخيار خيار
العلماء وهذا مرسل ضعيف فبقية مدلس وقد رواه بالعنعنة والأحوص ضعفه ابن معين
والنسائي وأبوه تابعي لا بأس به)