وهذه السورة
الكريمة، وبالطريقة العجيبة التي صيغت بها، والممتلئة بالقوة، تدعو إلى التعامل مع
دين البشر بكل حزم، بل تدعو إلى قيام مفاصلة كاملة بين الدينين؛ فلا يمكن أن
يجتمعا في محل واحد.
ودين البشر ـ كما
ورد في الكثير من النصوص المقدسة ـ ليس فقط ذلك الدين الوثني الواضح، وإنما يدخل
فيه أيضا الكثير من الوثنيات والانحرافات والجاهليات التي دخلت في الإسلام، كما
دخلت قبله في سائر الأديان.. فالجاهلية ليست وليدة فترة معينة، ولا دين معين، بل
هي تتلبس بكل الأديان، وتحاول أن تجرها إلى الانحراف.