الله وأنزل بكم
نقمته؟ قالوا: يا أبا القاسم، ما كنت جهولا)[1]
وهذه الرواية
تتناقض تماما مع تعامله a مع المخالفين، ومن
الأمثلة على ذلك أنه عند ما قدم الطفيل الدوسي وأصحابه قالوا: يا رسول الله، إن
دوسا قد كفرت وأبت فادع الله عليها. فقال: (اللهم اهد دوسا وائت بهم)[2]
وعن عائشة قالت:
أتى النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم أناس من اليهود فقالوا: السام عليك يا أبا
القاسم، قال: (وعليكم)، قالت عائشة: قلت بل عليكم السام والذام، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (يا عائشة، لا تكوني فاحشة) فقالت: ما سمعت ما قالوا؟ فقال: (أو ليس قد
رددت عليهم الذي قالوا؟ قلت وعليكم)[3]
وهكذا وردت
الأحاديث الكثيرة عن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم تخبر
عن تنزه لسان المؤمن عن الطعن والفحش وكل كلام قبيح، فقد قال a: (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا
البذيء)[4]،
وقال: (ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن وإن الله ليبغض الفاحش
البذيء)[5]،
وقال: (ما كان الفحش في شيء قط إلا شانه، ولا كان الحياء في شيء قط إلا زانه)[6]
بل إن رسول الله
a اعتبر التعيير من الجاهلية؛ ففي الحديث عن
المعرور قال: لقيت أبا ذر بالربذة، وعليه حلة وعلى غلامه حلة، فسألته عن ذلك،
فقال: إني ساببت رجلا فعيرته
[3] رواه البخاري [فتح الباري] 10
(6030) ، مسلم (2165) واللفظ له.
[4] رواه الترمذي (1977) واللفظ له
وقال: حسن غريب، أحمد (1/ 405) وقال شاكر: اسناده صحيح (5/ 322) ، والحاكم (1/ 12)
وصححه ووافقه الذهبي وقال محقق جامع الأصول: هو كما قالا (10/ 757).