وسنقتصر هنا على
بعض النماذج، ذلك أن كل هذا البحث هو دفاع عن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ضد الإساءة العظيمة التي وجهها له من لفق هذه
المجزرة، وما يرتبط بها من أحداث.
النموذج الأول:
وهو نموذج يصور
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بصورة تختلف تماما عن تلك الصورة القرآنية
الجميلة، أو تلك الصورة التي رسمتها الأحاديث الكثيرة، والتي تذكر أخلاقه العالية
وطيبة قلبه ولسانه، والتي عبر عنها أنس، فقال: (خدمت النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم عشر سنين فما قال لي أف قط، وما قال لشيء صنعته لم
صنعته، ولا لشيء تركته لم تركته، وكان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم من أحسن الناس خلقا، ولا مسست خزا قط ولا حريرا ولا
شيئا كان ألين من كف رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، ولا شممت مسكا قط، ولا عطرا كان أطيب من
عرق النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم)[1]
وعبرت عنها زوجه
عائشة، فقالت جوابا لمن سألها عن خلقه a: (لم يكن فاحشا،
ولا متفحشا، ولا صخابا في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح)[2]
لكن ابن إسحق
يرسم صورة أخرى لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم غير
تلك الصورة الجميلة، فقد قال: (وقدم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
علي بن أبي طالب برايته إلى بني قريظة، وابتدرها الناس. فسار علي بن أبي طالب، حتى
إذا دنا من الحصون سمع منها مقالة قبيحة لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
فرجع حتى لقي رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بالطريق، فقال: يا رسول الله، لا عليك أن لا
تدنو من هؤلاء الأخابث، قال: لم؟ أظنك سمعت منهم لي أذى؟ قال: نعم يا رسول الله،
قال: لو رأوني لم يقولوا من ذلك شيئا. فلما دنا رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
من حصونهم. قال: يا إخوان القردة، هل أخزاكم