قال: نعم، فهم بذلك قد تجنبوا سببا مهما من أسباب هذه العلل.
قال الرابع: من الثابت علمياً أن أعلى نسبة للكورتزون في الدم هي وقت
الصباح حيث تبلغ (7 ـ 22) مكروغرام / 100 مل بلاسما، ومن المعروف أن الكورتزون هو
المادة السحرية التي تزيد فعاليات الجسم بالطاقة اللازمة له.
قلت: هذه الفوائد الصحية.. فما الفوائد الاجتماعية؟
قال: إذا ما أضيف إلى هذه الفوائد ما ذكره الخبراء في فوائد الصلاة
والوضوء، تجد المؤمن يستقبل يومه الجديد بجد ونشاط، ويباشر أعماله اليومية في
الساعات الأولى من النهار، حيث تكون إمكاناته الذهنية والنفسية والعضلية على أعلى
مستوى، مما يؤدي لمضاعفة الإنتاج، كل ذلك في عالم ملؤه الصفاء والسرور والانشراح،
ولوتصورنا أن ذلك الإلزام أخذ طابعاً جماعياً فسيغدو المجتمع المسلم مجتمعاً
مميزاً فريداً وأهم ما يميزه هو أن الحياة تدب فيه منذ الفجر.
القيلولة:
قلت: ولكن.. ألا ترى
الإرهاق الذي يصيب الإنسان طيلة اليوم إذا ما استيقظ باكرا؟.. إنه لا يأتي المساء
حتى يجد نفسه في غاية التعب.
قال: فقيلوا.. ولا
تتشبهوا بالشياطين.. ألم يقل a:(قيلوا، فإن الشياطين لا
تقيل)[1]؟
قلت: بلى.. ولكن من
قومي من يضحك على هذا، ويعتبره من الكسل.
قال: ينامون إلى
الضحى، ثم يتحدثون عن الكسل.. ألا يستحيون؟
قلت: هم يتكلمون عن
كسل الإنتاج، لا عن كسل الأعضاء.. تصور لو أن الدنيا توقفت عند منتصف النهار.. إن
ذلك سيضر لا محالة بالإنتاج.