responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 133

فلا يهم عندهم أن يكون هذا الناصر للعقيدة شاذا أو منحرفا أو فاسقا، ما دام يذكر أن الله في السماء، وأن له ساقا ويدا وأنامل وأصابع وقدما.

وللأسف فإن السيوطي الذي عرف المتوكل بكونه (أظهر الميل إلى السنة، ونصر أهلها، ورفع المحنة، وكتب بذلك إلى الآفاق)[1]، وأشاد به كثيرا هو نفسه الذي نقل عن المؤرخين قولهم عنه: (وكان منهمكًا في اللذات والشراب، وكان له أربعة آلاف، ووطئ الجميع)[2]

ومع أن كل الروايات تذكر الشراب، وتسميه بالخمر، وتربطه بالسكر إلا أنهم يتعللون لذلك بما ذكره ابن خلدون من أنهم كانوا يشربون النبيذ، وليس الخمر، أما آلاف الجواري، فيعتبرونهم ملك يمين.. وهكذا يجوزون كل ألوان الفجور، ويحتالون لها بالتلاعب بالشريعة من أجل أن يبقى لهم رمزهم سليما معصوما.

ولست أدري بماذا يبررون ميله إلى المخنثين المجاهرين بفسقهم، وهو ما نصت عليه كل كتب التاريخ، ومن الأمثلة على ذلك ما ذكره التنوخي في [نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة]، فقد قال: (وكان عبادة المخنث ينادم المتوكل، وكان عبادة مجاهرا بالعهر)[3]

ومما يدل على شيوع الإرجاء في ذلك العصر، وفي كل العصور التي انتشر فيها المذهب السلفي، الذي لا يهتم إلا بالخلافات العقدية، ما رواه أبو أبو العيناء عنه قال: (أقبل جحظة ذات يوم يعظ عبادة المخنث، فقال له عبادة: مخنث مسلم مقر، خير من زنديق فاجر مصر)[4]، فالعبرة عندهم بأن تكون مسلما سنيا، ولا يهم بعد ذلك سلوكك وأخلاقك.


[1] تاريخ الخلفاء (ص: 252).

[2] المرجع السابق، (ص: 255).

[3] نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة (6/ 321)

[4] البصائر والذخائر (6/ 50).

نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست