responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 145

من جهة الشمال، والبحر الكبير من غربيها وقد خرج منه بحر الروم من جنوبيها، ثم دار إلى شرقيها، ثم استدار إلى شماليها قليلا، وهي جزيرة مثلثة الشكل، افتتح المسلمون أكثرها في رمضان منها على يد طارق أمير طنجة، من قبل مولاه أمير المغرب موسى بن نصير، وطنجة هي أقصى المغرب، فركب طارق البحر، وعدى من الزقاق لكون الفرنج اقتتلوا فيما بينهم واشتغلوا، فانتهز الفرصة)[1]

وهنا نرى أن فاتحي الأندلس بحسب الرؤية التي رجحها الذهبي ليس هي النجدة، ولا الفتح، وإنما كانت استغلال لفرصة الصراع الداخلي بين الفرنجة، مثلما فعل الصليبيون عندما استغلوا فرص الصراع الداخلي بين المسلمين، ليحتلوا أرضهم.

لكنه لم يبتعد قليلا حتى ذكر بداية الصراع بين قادة الفتح أنفسهم، وهو ما يثبت أن الهدف لم يكن فتحا، ولو كان كذلك لما حصل الصراع، يقول الذهبي: (وقيل: بل عبر بمكاتبة صاحب الجزيرة الخضراء ليستعين به على عدوه، فدخل طارق واستظهر على العدو، وأمعن في بلاد الأندلس، وافتتح قرطبة، وقتل ملكها لذريق، وكتب إلى موسى بن نصير بالفتح، فحسده موسى على الانفراد بهذا الفتح العظيم، وكتب إلى الوليد يبشره بالفتح، وينسبه إلى نفسه، وكتب إلى طارق يتوعده لكونه دخل بغير أمره، ويأمره أن لا يتجاوز مكانه حتى يلحق به، وسار مسرعا بجيوشه، ودخل الأندلس ومعه حبيب بن أبي عبيدة الفهري، فتلقها طارق وقال: إنما أنا مولاك، وهذا الفتح لك)[2]

وأرجو أن يعيد القارئ المخدوع بالمجد المزيف قراءة هذا النص جيدا، لأننا كثيرا ما ننسى أولئك الجنود البسطاء، ونتذكر فقط من نسميهم قادة الفتح، ونتصور أنه لولاهم لما تحقق الفتح.. مع أنهم كانوا بتلك الصورة التي رسمها الذهبي، والتي جعلتهم لا يكتفون


[1] تاريخ الإسلام (2/ 1038)

[2] المرجع السابق، ص:1039.

نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست