responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 146

بالسرقات المادية فقط، وإنما يضيفون إليها السرقات المعنوية؛ وهذا ما حصل في أكثر ما نراه من فتوح ابتداء من فتوح الشام والعراق.

وقد ذكر ابن خلدون السبب الذي جعل موسى بن نصير يحقد على طارق بن زياد، فقال: (وكتب طارق إلى موسى بن نصير بالفتح وبالغنائم، فحركته الغيرة وكتب إلى طارق يتوعّده بأنه يتوغّل بغير إذنه ويأمره أن لا يتجاوز مكانه حتى يلحق به، واستخلف على القيروان ولده عبد الله وخرج معه حسين بن أبي عبد الله المهدي الفهري. ونهض من القيروان سنة ثلاث وتسعين من الهجرة في عسكر ضخم من وجوه العرب والموالي وعرفاء البربر، ووافى خليج الزقاق ما بين طنجة والجزيرة الخضراء فأجاز إلى الأندلس. وتلقّاه طارق وانقاد واتبع، وتمّم موسى الفتح وتوغل في الأندلس إلى برشلونة في جهة الشرق، وأربونة في الجوف وصنم قادس في الغرب، ودوّخ أقطارها وجمع غنائمها. وجمع أن يأتي المشرق على القسطنطينية ويتجاوز إلى الشام ودروب الأندلس ويخوض ما بينها من بلاد الأعاجم أمم النصرانيّة مجاهدا فيهم مستلحما لهم إلى أن يلحق بدار الخلافة)[1]

وهذا النص الذي ذكره ابن خلدون ومثله كل المؤرخين كاف في الدلالة على دوافع الفتح، وأنها لم تكن نجدة ولا شهامة، وإنما كان للمغنم الدور الأكبر فيها، بل كان هو المحرك الأساسي لها، كما ذكر الذهبي ذلك، فقال: (وأقام موسى بن نصير غازيا وجامعا للأموال نحو سنتين، وقبض على طارق، ثم استخلف على الأندلس ولده عبد العزيز بن موسى، ورجع بأموال عظيمة، وسار بتحف الغنائم إلى الوليد)[2]

ثم ذكر بعض ما غنمه، وسار به إلى الخليفة ليقنعه بالفتح بعد أن رآه مترددا في ذلك، فقال: (ومما وجد بطليطلة لما افتتحها: مائدة سليمان عليه السلام، وهي من ذهب مكللة


[1] تاريخ ابن خلدون (4/ 150).

[2] تاريخ الإسلام (2/ 1039).

نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست