نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 186
لما قدم إليه: (كيف أترك قوماً
مجانين، تسمى كل واحد منهم باسم خلفائهم وملوكهم وكل واحد منهم لا يسل في الذب عن
نفسه سيفاً.. وكيف يحل لبشر أن يقر منهم على رعيته أحد وأن يدعها بين أيديهم سدى)[1]
وهكذا قال [فرناندو بن شانجه]
ملك جليقية أثناء حصاره لمدينة طليطلة سنة 478هـ، والذي خاطب أهلها الذين خرجوا
يطلبون الصلح معه مقابل الأموال الكثيرة التي يسددونها: (ما أجيبكم إلى سلم، ولا
أعفيكم من حرب.. فإنما نطلب بلادنا التي غلبتمونا عليها قديماً في أول أمركم فقد
سكنتموها ما قضي لكم، وقد نصرنا الآن عليكم برداءتكم، فارحلوا إلى عدوتكم ـ يعني
بلاد المغرب ـ واتركوا لنا بلادنا، فلا خير في سكناكم معنا بعد اليوم)[2]
وهكذا قال [الفونسو السادس
ششنندو (مسنندو)] لمسلمي غرناطة قبيل سقوط مدينة طليطلة سنة 478 هـ: (إنما كانت
الأندلس للروم في أول الأمر حتى غلبهم العرب وألحقوهم بأنخس البقاع جليقية فهم
الآن عند التمكن طامعين بأخذ ظلاماتهم فلا يصح ذلك إلا بضعف الحال والمطاولة حتى
إذا لم يبق مال ولا رجال أخذناها بلا تكلف)[3]
ولذلك كان في الإمكان الإسبان أن
يحرروا بلادهم بعد فترة قصيرة من الفتح، وخاصة في ظل ملوك الطوائف، لكنهم لم
يفعلوا طمعا في المغانم الكثيرة التي كانوا يفرضونها على المسلمين، والذين أسرتهم
الأهواء إلى الحد الذي صار خصومهم من الإسبان يتهكمون بهم، ويسخرون منهم.
يقول محمد عبد الله عنان: (كان
ملوك الطوائف يتسمون بضعف الإيمان والعقيدة،