responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 185

أعدائهم من الإسبان أنفسهم، كما عبر الشاعر عن ذلك متهكما بجيش المسلمين عند مواجهته لجيش الإسبان:

لبسوا الحديد إلى الوغى ولبستم.. حلل الحرير عليكم ألواناً

ما كان أقبحهم وأحسنكم بها.. لو لم يكن ببطرنة ما كانا [1]

وهكذا نجد الأدباء يعبرون عن سر مقام المسلمين بالأندلس على الرغم من الحروب الشديدة التي كانت تحصدهم أو تحصد أعداءهم كل حين، ومن ذلك ما نقله المقري عن أبي عمران موسى بن سعيدٍ في جوابه لأبي يحيى صاحب سبتة لما استوزره مستنصر بني عبد المؤمن، وكتب إلى المذكور يرغبه في النقلة عن الأندلس إلى مرّاكش، قال له: (وأمّا ما ذكر سيّدي من التخيير بين ترك الأندلس وبين الوصول إلى حضرة مراكش، فكفى الفهم العالي من الإشارة قول القائل: والعزّ محمودٌ وملتمسٌ.. وألذّه ما نيل في الوطن، فإذا نلت بك السماء في تلك الحضرة، فعلى من أسود فيها؟ ومن ذا أضاهي بها؟.. وبعد هذا، فكيف أفارق الأندلس وقد علم سيّدي أنها جنّة الدنيا بما حباها الله به من اعتدال الهواء، وعذوبة الماء، وكثافة الأفياء، وأن الإنسان لا يبرح فيها بين قرّة عينٍ وقرار نفسٍ.. أفقٌ صقيلٌ، وبساطٌ مدبّجٌ، وماءٌ سائحٌ، وطائرٌ مترنمٌ بليلٌ، وكيف يعدل الأديب عن أرضٍ على هذه الصفة؟)[2]

وقد أدرك الإسبان طبائع المسلمين في وقت مبكر، ولذلك سهل عليهم التعامل معهم، إما بقتلهم، وإما بفرض الجزية والإتاوات الثقيلة عليهم كل حين، حتى صار المسلمون، وكأنهم عمال مسخرون للإسبان في نفس الوقت الذي نتوهم فيه أنهم كانوا أصحاب المجد والغلبة.

وقد أشار إلى هذا ملك قشتالة [الفونسو السادس]، حين قال لرسول المعتمد بن عباد


[1] نفح الطيب ج 1 ص 181..

[2] المرجع السابق، (1/ 182).

نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست