responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 188

يقرأ القرآن الكريم، ويقرأ ما نزل في حق قوم لوط عليه السلام، أن يعتبر ما كان في الأندلس من انهيار أخلاقي حضارة.

أما إن كان يقصد ظهور بعض الأدباء أو الفلاسفة أو العلماء، فهذا موجود في كل مكان في الدنيا، ولا علاقة له بالأندلس.. بل قد يوجد في أردأ البيئات، وفي أردأ أزمنة الضعف.

لكن محمد عبد الله عنان نفسه يذكر عن ذلك العصر، تلك الطبقية التي يعيشها المجتمع بين فقر مدقع، وغنى فاحش، ومعه كل أصناف المحرمات، يقول: (وقد قاسى الشعب الأندلسي في ظل طغيان الطوائف، كثيراً من ضروب الاضطهاد والظلم، ولم يكن ذلك قاصراً على متاعب الفوضى الاجتماعية الشاملة، التي كان يعيش في غمارها، وانقلاب الأوضاع في سائر مناحي الحياة، وتوالي الفتن والحروب الداخلية، ولكنه كان يقاسي في نفس الوقت من جشع أولئك الأمراء الطغاة، الذين كانوا يجعلون من ممالكهم ضياعاً خاصة، يستغلونها بأقسى الوسائل وأشنعها، ويجعلون من شعوبهم عبيداً يستصفون ثرواتهم، وثمار كدهم، إرضاء لشهواتهم في إنشاء القصور الباذخة، واقتناء الجواري والعبيد، والانهماك في حياة الترف الناعم، والإغداق على الصحب والمنافقين، هذا فضلا عن حشد الجند، لإقامة نيرهم، وتدعيم طغيانهم. وقد ترتب على ذلك أن انهارت المعايير الأخلاقية، واختلط الحق بالباطل، والحلال بالحرام، ولم يعد الناس يعتدون بالوسيلة، بل يذهبون إلى اقتضاء الغاية، وتحقيق الكسب بأي الوسائل)[1]

وعرض ابن بسام الذي عاش في الأندلس بعض النماذج لذلك، ومنها هذان النموذجان اللذان يمكن اعتبارهما ـ باللغة القرآنية ـ قارونين من هذه الأمة، يقول: (وسلك


[1] دولة الإسلام في الأندلس (2/ 421).

نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 188
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست