نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 205
وأبلسين وباقي أملاك دلفاود،
وبذلك صارت الأناضول مأمونة من الاعتداء من الشرق، وصارت الطرق الى أذربيجان
والقوقاز مفتوحة للعثمانيين)[1]
وقد كانت تلك الهزيمة الشديدة
التي حلت بالصفويين وأرتهم قسوة العثمانيين وعدم تقبلهم للحوار سببا في إقامتهم
اتفاقية محدودة مع البرتغاليين، للاستعانة بأسطولهم في مواجهة العثمانيين، وهنا
نجد السلفيين والحركيين يصرخون كل حين بأن الشيعة يتعاونون مع أعداء الإسلام لضرب
المسلمين، مع أنهم هم أنفسهم من برر وأفتى بالاستعانة بالأمريكان لضرب صدام حسين
عند غزوه للكويت، ويستعينون كل حين بأمريكا وأوروبا لضرب سورية وإيران وكل من لا
ينسجم معهم.. وهذا هو التناقض بعينه.
ولم يكتف السلطان سليم بذلك
الاعتداء على المناطق الصفوية، والتي أسال فيها دماء عشرات آلاف القتلى، وإنما راح
إلى دولة أخرى للقضاء عليها، وبما أنها لم تكن دولة شيعية؛ فقد راح يلتمس أعذارا
أخرى.. وكلها بررها الصلابي وغيره.
ومن تلك التبريرات وأهمها ما عبر
عنه بقوله: (موقف المماليك العدائي من الدولة العثمانية حيث قام السلطان قانصوه
الغوري سلطان الدولة المملوكية بالوقوف مع بعض الأمراء العثمانيين الفارين من وجه
السلطان سليم، وكان في مقدمتهم الأمير أحمد أخ السلطان سليم، وأرادت السلطات
المملوكية أن تتخذ من وجود هؤلاء الأمراء لديها أداة لإثارة مزيد من المتاعب في
وجه السلطان سليم، كما كان الموقف السلبي للدولة المملوكية في وقوفها المعنوي مع
الشاه اسماعيل الصفوي فهي لم تلتزم الحيادة التامة بين العثمانيين والصفويين، وهي
لم تتخذ موقفاً عدائياً صريحاً من السلطان سليم)[2]
ولست أدري ما قيمة هذا التبرير
من الناحية الأخلاقية والدينية، وهل يمكن لدولة أن
[1]
الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط (ص: 182)، وانظر: جهود العثمانيين
لإنقاذ الاندلس، ص436.
[2]
الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط (ص: 185)
نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 205