responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 87

وحمقهن، فإذا قرأت كتابي هذا فاردد إلي ما حملته إليك من الأموال وافتد نفسك به، وإلا فالسيف بيننا وبينك)؛ فلما قرأ هارون الرشيد كتابه أخذه الغضب الشديد حتى لم يتمكن أحد أن ينظر إليه، ولا يستطيع مخاطبته، وأشفق عليه جلساؤه خوفا منه، ثم استدعى بدواة وكتب على ظهر الكتاب: (بسم الله الرحمن الرحيم، من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم. قد قرأت كتابك يا بن الكافرة، والجواب ما تراه دون ما تسمعه والسلام)، ثم شخص من فوره وسار حتى نزل بباب هرقلة ففتحها واصطفى ابنة ملكها، وغنم من الأموال شيئا كثيرا، وخرب وأحرق، فطلب نقفور منه الموادعة على خراج يؤديه إليه في كل سنة، فأجابه الرشيد إلى ذلك)[1]

فعند قراءة هذا النص برؤية قرآنية نشعر بألم كبير لذلك الطرح السيء للإسلام، والذي حوله من دين هداية إلى دين جباية؛ فالحاكم القوي ـ وفق هذا الدين الجديد ـ هو الذي يفرض الإتاوات على غير المسلمين، لا الذي يقدم لهم من المال والإعانات ما يؤلف به قلوبهم.

ذلك أن تلك الجزية التي فرضها هارون على الدول المجاورة له، لن تؤخذ من خزائن الملوك، وإنما تؤخذ من الرعية، ويقال لها حينها: إن هذه الضريبة ستؤخذ للمسلمين.. ولملك المسلمين ليصل به الشعراء، ويشتري به الجواري.. فهل يمكن لهؤلاء الذين تؤخذ منهم تلك الإتاوات الظالمة أن يبحثوا عن الإسلام، أو يفكروا في الدخول إليه؟.. وهل يمكن لأحد من الناس أن يقنعهم بعد ذلك بأن الإسلام دين سماحة ورحمة؟

وللأسف فإن هذا الموقف غير الشرعي من هارون، والذي كان يأكل فيه أموال جيرانه بالباطل كان محل استحباب وتعظيم، لا من عامة الناس فقط، بل من علماء المسلمين أيضا، ولست أدري كيف يوفقون بين هذا وبين تلك الدعاوى العريضة التي يعللون بها فرض


[1] البداية والنهاية، (10/ 209)

نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست