responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 91

ونحن لا يعنينا صدق تلك الروايات ولا كذبها، ولو أنه بدأ خلافته سكرانا، وانتهى بها كذلك، لما اعتنينا به واهتممنا له، بل ربما مدحنا ذلك فيه باعتباره صارفا له عن دماء المسلمين وغيرهم، والتي أزهق عشرات الآلاف منها بغير حق.

وللأسف تناسى ابن خلدون وابن جبرين وعشرات بل مئات العلماء الذين دافعوا عنه ـ عند إيرادهم للروايات الدالة على عبادته ـ أحكام وفتاوى رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم في هذا الشأن، فقد ورد في الحديث أنه قيل له a: (يا رسول الله، إن فلانة تكثر من صلاتها وصدقتها وصيامها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها)، قال: (هي في النار)، فقيل له: يا رسول الله، فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصلاتها، وأنها تتصدق بالأثوار من الأقط، ولا تؤذي جيرانها، قال:(هي في الجنة)[1]

فرسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم لم يكتف من الحكم على الشخصية المسلمة من خلال تلك الممارسات التعبدية، ولا من خلال ذلك الخشوع الكاذب، وإنما حكم عليها من خلال سلوكها في حياتها، بل اعتبر a مجرد إذيتها لجيرانها بلسانها سببا لدخول النار، فكيف بمن يقتل الآلاف وعشرات الآلاف.. ويقتل الصالحين بدم بارد، ويتلاعب بأموال المسلمين، ويقف حجابا بين غير المسلمين والإسلام.

وهكذا تراهم يذكرون غزواته وكثرتها، ويعتبرونها من دلائل صلاحه، ولست أدري هل قاموا بدراسة لتلك الغزوات وفق المعايير الشرعية، أم أنهم اكتفوا بكونه يقتل غير المسلمين، وكأن المسلمين طولبوا بقتل غيرهم، ولم يطالبوا بدعوتهم إلى الدين الحق، وإعطائهم النموذج الصالح عنه.

ومع ذلك، فإنهم لو عادوا للسنة المطهرة، وقرأوا ما ورد فيها من حكمه a على ذلك


[1] قال المنذري في الترغيب (2/ 356) وقال: رواه أحمد والبزار وابن حبان في صحيحه والحاكم، وقال: صحيح الإسناد، ورواه أبو بكر بن أبي شيبة. وقال بإسناد صحيح أيضا..

نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست