نام کتاب : إيران ثورة وانتصار نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 138
والمستكبرين..
إن البعض يطلق مثل هذه الخرافات، ودليله بأن الأنبياء جاءوا لاستغفال الناس
وإعطائهم الوعود المجانية ولإتاحة الفرصة أمام الظالمين كي ينهبوا ويسرقوا تعب
هؤلاء الموعودين.. ولكن التاريخ الإسلامي، وهو تاريخ ليس ببعيد، يثبت عكس ذلك،
يثبت أن الأنبياء جاءوا لإيقاظ الناس وحضهم على النهوض ضد الظلم والظالمين.. لقد
رأينا وعلى مر التاريخ بأن من كان يقوم بتوعية وتجهيز من حوله للقيام على
مستعبديهم وعلى ظالميهم كان دائماً واحد من أبناء الطبقات الدنيا، وهذا يثبت خطأ
مقولة أن الأنبياء صنيعة المستكبرين، فقد قام موسى ضد فرعون، والرسول الأكرم ضد
قريش التي كان بيدها كل شيء آنذاك، والرسول ومن حوله هم الضعفاء، وهذا كل على مرأى
ومسمع من الجميع. فكيف يتجرأ البعض على اتهام الأنبياء، نعوذ بالله)[1]
ولهذا
نراه يدعو مستضعفي العالم مهما اختلفت دياناتهم إلى الاقتداء بأنبيائهم في الثورة،
فيقول: (إن جميع الأنبياء الذين نهضوا في هذا العالم المادي إذ لا يعلم أسرارهم
الغيبية إلا الله تصدوا للطاغوت منذ البداية، وقد شكل ذلك طليعة أهدافهم، ويجب أن
يكون ذلك قدوة للمسلمين الذين هم مسلمون حقاً ومتمسكون بنبي الإسلام وأهل بيت
العصمة والطهارة، وكذلك لأتباع الأديان الأخرى الذين ينبغي لهم الاقتداء بأنبيائهم
وترجمة سيرتهم.. فما الذي قام به موسى بن عمران وما هي سيرته؟ وما الذي فعله
إبراهيم الخليل وما هي سيرته؟ جميع الأنبياء نهضوا لمواجهة الجور ومقابلة الظلم..
الجميع كانت نهضتهم تتسم بهذا المعنى، ومن هنا علينا أن نقتدي بهم، أن ننهض في
مواجهة الظلم)[2]
وهكذا
يذكر الإمام الخميني أثناء رده على تلك المقولات ما ورد ذكره في القرآن