responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إيران ثورة وانتصار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 139

الكريم من أن أتباع الأنبياء كانوا من المستضعفين، وأن دور الأنبياء كان نصرتهم والوقوف معهم، وإخراجهم من ضعفهم، لا الوقوف مع المستكبرين، كما قال تعالى مخبرا عن أتباع نوح عليه السلام: ﴿فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ﴾ [هود: 27]

وهكذا كل أتباع الأنبياء عليهم السلام، كما قال الإمام الخميني: (إذا رجعنا إلى تاريخ الإسلام سنجد بأنه انطلق من بين الناس الضعفاء وكل من لحق بركب الإسلام كان مستضعفاً ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ ﴾ [آل عمران: 164]، فقد كان الرسول بين الناس، ويأكل ويشرب معهم ويعيش في المسجد مثلهم ومن هناك جهز الجيوش وقضى على تلك القوى المستكبرة، فقد استطاع الإسلام أن يحد من ظلمهم وأوقفهم عن التعدي على الضعفاء) [1]

وهو يذكر كل حين بالظروف القاسية الشديدة التي عاشها رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، وهو يحمل رسالته التغييرية الشاملة، والتي يمكن لمن نظر فيها أن يرى مدى ثورية الأنبياء، وبعدهم عن تلك المقولات التي استلهمها أصحابها من علماء السوء، ثم طبقوها على الأنبياء عليهم السلام، يقول الإمام الخميني: (هذا أمر يعرفه الجميع، فالجميع يعرف كيف عاش النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم وأين ربّته أمه في الصحراء، وحين دخل على مجتمعه كان دائماً تحت سلطة كبار قومه، ولم يكن يستطيع العيش بهذه الطريقة وكان يلتجئ إلى الغار في مكة، وبعد ذلك كان ينشر دعوته بسرية تامة وحتى عندما ذهب إلى المدينة التف حوله الفقراء والمستضعفون، وحين بنوا مسجداً لم يكن كالمساجد التي نبنيها اليوم، بل كان عبارة عن سور من السعف وجذوع النخيل ليستمدوا منها الظل، وكان ثمة مكان آخر كان يقال له الصفة كان مرتفعا قليلا وأرضه


[1] المرجع السابق، ج‌9، ص: 137.

نام کتاب : إيران ثورة وانتصار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست