نام کتاب : إيران ثورة وانتصار نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 141
للأمر،
وإنما تقدم لاستلام الحكم.. وأن تحركه كان من أجل هذا المعنى بالأساس، وهذا فخر
له. ويخطئ من يتصور أن الإمام سيد الشهداء لم ينهض من أجل الحكم.. لقد نهض من أجل
أن يكون الحكم بأيدي من هم أمثال سيد الشهداء، أن يكون بأيدي شيعة سيد الشهداء)[1]
وبناء
على هذا كله يعتبر الإمام الخميني الثورة الإسلامية الإيرانية، ومنذ يومها الأول
امتدادا لحركة الأنبياء وورثتهم، ولذلك فإن مطالبها هي نفس مطالبهم، وهي مطالب
شاملة لا تقتصر على تلك المطالب المادية المحدودة، يقول في ذلك: (لقد بذل الأنبياء
والأولياء ما بوسعهم، وأدوا ما عليهم، وأن ما في هذه الدنيا من خيرٍ وبركات هو بفضلهم
وبفضل الجهود التي بذلوها والمشاق التي تحملوها في سبيل إصلاح البشر وهدايتهم؛
فعلينا أن لا ننظر إلى الأمور من منظار مادي بحت، وأن لا نقتصر في تقييمنا لمسائل،
النصر والهزيمة، والربح والخسارة، على المعايير المادية فحسب، بل علينا أن نجعل
معاييرنا معايير إلهية، ونقيّم الأمور من حيث النصر والهزيمة على ضوء هذه
المعايير؛ فإننا لو انتصرنا في هذا الميدان الإلهي، وفي هذا الصراط الإنساني
المستقيم، فسنكون نحن الغالبين حتى لو قام العالم بأسره ضدنا، وحتى لو قتلنا
وأُبدنا عن آخرنا، لأن المعيار ليس هو المعيار المادي، وأن العالم ليس مجرد هذا
العالم الطبيعي المادي الذي نتحسسه، فهناك عوالم إلى ما شاء الله، منها أتينا
وإليها نعود، وما هذا العالم الذي نعيش فيه إلا أدناها مرتبة، فالميزان هو هذا
الميدان وهذا الصراط، والمعيار الحقيقي للإنسان بما هو إنسان في انتصاره وهزيمته
وربحه وخسرانه هو هذا الصراط ومدى السير فيه لا الطبيعة وكل ما هو مادي. ولو أنّا
وفقنا للسير على نفس هذا الصراط، الذي سار عليه الأنبياء والمرسلون عليهم السلام
من قبل لانتصرنا