نام کتاب : إيران ثورة وانتصار نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 72
تقصيرهم
في الاستجابة لا يعود للنبي، وإنما يعود للمقصرين، كما أخبر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
عن ذلك، فقال: (عرضت عليّ الأمم فرأيت النبي ومعه الرهيط، والنبي ومعه الرجل
والرجلان، والنبي وليس معه أحد)[1]
وقد
علق بعض أولئك الذين يتهمون الإمام الخميني بسبب ذلك الخطاب على هذا الحديث بقوله:
(فتصور هذا النبي يأتي ومعه رهيط، تصغير لقلة عددهم، فهذا النبي لا ينقصه إخلاص،
ولا ينقصه علم، ولا ينقصه تأييد من الله تبارك وتعالى، ولا ينقصه معرفة بوسائل
الدعوة، وطرق التأثير في الناس، فهذه الأمور الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، هم
أكمل الناس فيها، ومع ذلك يأتي ومعه الرهيط، ومن هذا نأخذ فائدة مهمة، وهي: أن
الهداية بيد الله عز وجل، وأن القلوب بيده، فالأنبياء يأتون إلى أقوامهم فما تفتح
تلك القلوب، ليس نقصاً في ذلك النبي، ولا في أسلوبه، وإنما هؤلاء أعماهم الله عز
وجل وأذلهم وأخزاهم، فحجبهم عن هذا النور، وعن هذا الهدى)[2]
وهذا
التعليق هو أحسن جواب لمن يتهمون الإمام الخميني بالإساءة لجناب النبوة، بسبب
إشادته بالشعب الإيراني، وعتابه لأولئك المقصرين في حق النبوة، مع أن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم
نفسه أشاد بأمته من بعده، وبين فضلها، وفضل إيمانها بالغيب.
وهكذا
نرى الإمام الخامنئي يذكر هذا الركن من أركان الانتصار، ويعتبر إيمان الإمام
الخميني بقدرات الشعب الإيراني، واستثماره لها هي السبب في تحقق النصر، وذلك عند
حديثه عن المبادئ التي استطاع بها الإمام الخميني أن يقود الثورة الإسلامية نحو
النصر، حيث قال في كلمة له في الذكرى السادسة والعشرين لرحيل
الإمام الخميني، في 4 نيسان