نام کتاب : شمائل النبوة ومكارمها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 22
يجلس ولا يقوم إلا على
ذكر، ولا يوطن الاماكن وينهى عن إيطانها[1]، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك، ويعطي كل
جلسائه نصيبه، ولا يحسب أحد من جلسائه أن أحدا أكرم عليه منه، من جالسه صابره حتى
يكون هو المنصرف عنه، من سأله حاجة لم يرجع إلا بها أو بميسور من القول، قد وسع
الناس منه خلقه، وصار لهم أبا، وصاروا عنده في الحق سواء، مجلسه مجلس حلم وحياء
وصدق وأمانة، لا ترفع فيه الاصوات، ولا تؤبن فيه الحرم، ولا تنثى فلتاته، متعادلين
متواصلين فيه بالتقوى، متواضعين يوقرون الكبير، ويرحمون الصغير، ويؤثرون ذا
الحاجة، ويحفظون الغريب)[2]
[الحديث: 5] قال الإمام الحسين:
سألت أبي عن سيرته a في جلسائه؟ فقال: (كان دائم البشر، سهل الخلق،
لين الجانب: ليس بفظ ولا صخاب ولا فحاش ولا عياب ولا مداح، يتغافل عما لا يشتهي، فلا
يؤيس منه ولا يخيب فيه مؤمليه، قد ترك نفسه من ثلاث: المراء، والاكثار، وما لا
يعنيه، وترك الناس من ثلاث: كان لا يذم أحدا، ولا يعيره، ولا يطلب عورته ولا
عثراته، ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه، إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم
الطير، وإذا سكت تكلموا ولا يتنازعون عنده الحديث، من تكلم انصتوا له حتى يفرغ،
حديثهم عنده حديث اوليهم، يضحك مما يضحكون منه، ويتعجب مما يتعجبون منه ويصبر
للغريب على الجفوة في مسألته ومنطقه حتى أن كان أصحابه ليستجلبونهم، ويقول: إذا
رأيتم طالب الحاجة يطلبها فارفدوه، ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ، ولا يقطع على
أحد كلامه حتى يجوز فيقطعه بنهي أو قيام)[3]
[1] لا يوطن الاماكن، أي لا يتخذ
لنفسه مجلسا يعرف به فلا يجلس إلا فيه، وقد فسره بما بعده.