نام کتاب : شمائل النبوة ومكارمها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 28
دمثا[1] ليس بالجافي ولا بالمهين[2]، تعظم عنده النعمة وإن ذقت[3]، لا يذم منها شيئا غير أنه كان لا يذم ذواقا[4]ولا يمدحه ولا تغضبه الدنيا وما كان لها، فإذا تعوطي الحق[5] لم يعرفه أحد، ولم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له، إذا أشار أشار بكفه
كلها، وإذا تعجب قلبها، وإذا تحدث اتصل بها، يضرب براحته اليمنى باطن أبهامه
اليسرى، وإذا غضب أعرض وأشاح، وإذا فرح غض طرفه، جل ضحكه التبسم، يفتر عن مثل حب
الغمام[6])[7]
[الحديث: 13] قال الإمام
الباقر: جاء أعرابي أحد بني عامر فسأل عن النبى a فلم يجده، فقال:
حلوا لي النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقال الناس: (يا أعرابي ما أنكرك، إذا وجدت النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم وسط القوم
وجدته مفخما)، قال: بل حلوه لي حتى لا أسأل عنه أحدا، قالوا: (فإن نبي الله أطول
من الربعة، وأقصر من الطويل الفاحش، كأن لونه فضة وذهب، أرجل الناس جمة،
[1] الدمث: اللين الخلق، فشبه
بالدمث من الرمل وهو اللين، معانى الاخبار: 30 ـ 32.
[2] ليس بالجافي، قال: أي ليس
بالغليظ الخلقة والطبع، أو ليس بالذي يجفو أصحابه، والمهين يروى بضم الميم وفتحها،
فالضم على الفاعل من أهان أي لا يهين من صحبه، والفتح على المفعول من المهانة:
الحقارة، وهو مهين، أي حقير، بحار الأنوار(16/167)
[4] الذواق: اسم ما يذاق، أي لا
يصف الطعام بطيب ولا ببشاعة، وقال الجزري: الذواق: المأكول والمشروب، فعال بمعنى
مفعول من الذوق، ويقع على المصدر، والاسم.
[5] إذا تعوطي الحق، قال الجزري:
أي أنه كان من أحسن الناس خلقا مع أصحابه ما لم ير حقا يتعرض له بإهمال أو إبطال
أو إفساد، فاذا رأى ذلك تنمر وتغير حتى أنكره من عرفه، كل ذلك لنصرة الحق،
والتعاطي: التناول والجرأة على الشئ، من عطا الشئ، يعطوه: إذا أخذه وتناوله.
[6] ويفتر عن مثل حب الغمام، أي يتبسم
ويكثر حتى تبدو أسنانه من غير قهقهة، وهو من فررت الدابة أفرها فرا: إذا كشف شفتها
لتعرف سنها.