نام کتاب : شمائل النبوة ومكارمها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 31
والنّبوّة]
من [إحياء علوم الدين]، وقد ذكر العراقي في كتابه [المغني عن حمل الأسفار في
الأسفار في تخريج ما في الأحياء من الأخبار] الأصول التي يعتمد عليها هذا الملخص،
وقد استغنينا عن ذكرها، لأنا سنورد كل ما يدل على ذلك في سائر الكتاب.
[الحديث: 17] كان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أحلم الناس، وأشجع الناس، وأعدل الناس، وأعف الناس، ولم تمس يده
قط يد امرأة لا يملك رقها أو عصمة نكاحها أو تكون ذات محرم منه، وكان أسخى الناس
لا يبيت عنده دينارٌ ولا درهمٌ، وإن فضل شيءٌ ولم يجد من يعطيه وفجأه الليل لم يأو
إلى منزله حتى يتبرأ منه إلى من يحتاج إليه، لا يأخذ مما آتاه إلا قوت عامه فقط
ويضع سائر ذلك في سبيل الله، لا يسأل شيئا إلا أعطاه، ثم يعود على قوت عامه فيؤثر
منه حتى أنه ربما احتاج قبل انقضاء العام فاستقرض[1].
[الحديث: 18] كان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يخصف النعل ويرقع الثوب ويخدم في مهنة أهله، وكان أشد الناس حياء
لا يثبت بصره في وجه أحد، ويجيب دعوة الحر والعبد، ويقبل الهدية ولو أنها جرعة لبن
ويكافئ عليها ويأكلها، ولا يأكل الصدقة، ولا يستكبر عن إجابة الأمة والمسكين. يغضب
لربه ولا يغضب لنفسه، وقد وجد من أصحابه قتيلا بين اليهود فلم يجف عليهم ولا زاد
على مر الحق بل وداه بمائة ناقة، وإن بأصحابه لحاجة إلى بعير واحد يتقوون به، وكان
يعصب الحجر على بطنه من الجوع، يأكل ما حضر، ولا يرد ما وجد، إن وجد تمرا دون خبز
أكله، وإن وجد شواء أكله، وإن وجد خبز بر أو شعير أكله، وإن وجد حلواء أو عسلا
أكله، وإن وجد لبنا دون خبر اكتفى به، وإن وجد بطيخا أو رطبا أكله، لا يأكل متكئا
ولا على خوان، لم يشبع من خبز بر ثلاثة أيام متوالية حتى لقي الله تعالى إيثارا