نام کتاب : شمائل النبوة ومكارمها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 353
كثير يسهل على السامعين حفظه ولا يؤودهم حمله، ومن تتبع الجوامع من كلامه
a لم يعدم بيانها)[1]
وقال ابن الأثير: (قد عرفت أيدك الله تعالى وإيانا بلطفه وتوفيقه، أن
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم كان أفصح
العرب لسانا وأوضحهم بيانا وأعذبهم نطقا وأسدهم لفظا وأبينهم لهجة وأقومهم حجة،
وأعرفهم بمواقع الخطاب وأهداهم إلى طريق الصواب، تأييدا إلهيا ولفظا سمائيا وعناية
ربانية ورعاية روحانية، حتى لقد قال له علي وسمعه يخاطب وفد بني نهد: يا رسول الله
نحن بنو أب واحد، ونراك تكلم وفود العرب بما لا نفهم أكثره فقال: (أدبني ربي فأحسن
تأديبي وربيت في بني سعد)[2]
وقال القاضي عياض: (وأما فصاحة اللسان وبلاغة القول فقد كان a من ذلك بالمحل الأفضل والموضع
الذي لا يجهل، سلاسة طبع وبراعة منزع وإيجاز مقطع ونصاعة لفظ وجزالة قول وصحة معان
وقلة تكلف، أوتي a
جوامع الكلم وخص ببدائع الحكم وعلم ألسنة العرب، يخاطب كل أمة بلسانها ويحاورها
بلغتها ويباريها في منزع بلاغتها، حتى كان كثير من أصحابه a يسألونه في غير موطن عن شرح كلامه وتفسير قوله، من تأمل حديثه
وسيره على ذلك وتحققه)[3]
وقال: (ففصاحة لسانه a
غاية لا يدرك مداها ومنزلة لا يداني منتهاها وكيف لا يكون ذلك وقد جعل الله تعالى
لسانه سيفا من سيوفه يبين عنه مراده ويدعو إليه عباده، فهو ينطق بحكمة عن أمره،
ويبين عن مراده بحقيقة ذكره، أفصح خلق الله إذا لفظ وأنصحهم