نام کتاب : شمائل النبوة ومكارمها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 37
فرجع إلى قومه وقال: أسلموا فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة وما
سئل شيئا قط فقال: لا، وحمل إليه تسعون ألف درهم فوضعها على حصير ثم مال إليها
فقسمها فما رد سائلا حتى فرغ منها، وجاءه رجلٌ فسأله فقال: (ما عندي شيءٌ ولكن
ابتع علي فإذا جاءنا شيءٌ قضيناه) فقال عمر: يا رسول الله ما كلفك الله ما لا تقدر
عليه فكره النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم
ذلك، فقال الرجل: أنفق ولا تخش من ذي العرش إقلالا. فتبسم النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم وعرف السرور في وجهه.. ولما
قفل من حنين جاءت الأعراب يسألونه حتى اضطروه إلى شجرة فخطفت رداءه فوقف رسول الله
a وقال: (أعطوني ردائي لو
كان لي عدد هذه العضاة نعما لقسمتها بينكم ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذابا ولا
جبانا)[1]
[الحديث: 31] كان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أكرم الناس وأشجعهم، قال علي: لقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ بالنبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم وهو أقربنا إلى العدو،
وكان من أشد الناس يومئذ بأسا، وقال أيضا: كنا إذا احمر البأس ولقي القوم القوم
اتقينا برسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
فما يكون أحدٌ أقرب إلى العدو منه ولما غشيه المشركون نزل عن بغلته فجعل يقول:
[الحديث: 32] كان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أشد الناس تواضعا في علو منصبه، وكان يركب الحمار موكفا عليه قطيفةٌ،
وكان مع ذلك يستردف، وكان يعود المريض ويتبع الجنازة ويجيب دعوة المملوك ويخصف
النعل ويرقع الثوب، وكان يصنع في بيته مع أهله في حاجتهم، وكان أصحابه لا يقومون
له لما عرفوا من كراهته لذلك، وكان يمر على الصبيان فيسلم عليهم،