أريد معرفة أنواع الضرر
التي يحملها الإسراف على مصالح الإنسان في جسمه وروحه.
قال: أما روحه، وهي حقيقته،
فقد وضع الله لها قانونا تسير عليه، فإن جاوزته وقعت في الإسرف.
قلت: ألهذا يرد ذكر الإسراف
في القرآن الكريم في غير المأكل والمشرب؟
قال: لكل ما يضر الجسد
الظاهر قرين يضر الجسد الباطن، ولكل ما يضر الروح الظاهرة مثال يضر الروح الباطنة،
فالروح كالجسد، لكليهما صانع واحد.
قلت: لقد كنت أحتار في هذا،
فأقول: كيف اعتبر الله فعل قوم لوط إسرافا، فقال تعالى:{ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ
الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ
مُسْرِفُونَ}(لأعراف:81)
قال: لأن الله تعالى خلق
حدودا للذة تتناسب مع حاجات الإنسان ومصالحه، فالخروج بها كما خرج قوم لوط، أو كما
خرج قومك، إسراف عظيم.
قلت: قومي ليسوا سدوما ولا
عمورية؟
قال: سدوم وعمورية مجرد
ناديين صغيرين من نوادي حضارتكم.
تصبب عرقي حياء، وقلت: نعم،
إن قومي أسرفوا كثيرا في هذه الأنواع من