الانحراف حتى ابتدعوا ما عجزت عنه سدوم وعمورية.
قال: فكيف تزعم احترامهم للاقتصاد.
قلت: الاقتصاد عندهم لا علاقة له بهذا.. بل دوره الوحيد ملء خزائن الكبراء، وإفراغ جيوب الضعفاء.
قال: ومع ذلك فإنهم لو احترموا هذا النوع من الاقتصاد، لحقق لهم مصالح ما يعرفون من الاقتصاد؟
قلت: كيف؟
قال: إن أكثر ما يحزن له الفقير من بني قومك أنه لم يكن له من الشهوات ما يتمتع به الغني.
قلت: هذا هو مقياس الفقر عندنا.
قال: ولم لا ينظر الفقير إلى ما عنده من المتاع الذي قد لا يوجد مثله في قصر كسرى وقيصر!؟
قلت: كيف هذا؟
قال: أليس في بيت أكثر الناس مذياعا يسمع به أخبار العالم، ومصباحا يضيء عليه أرجاء بيته؟
قلت: بل أشياء كثيرة لا تنقل له الأصوات فقط، بل الأصوات والصور.. ولكن ما علاقة هذا بالمصالح الاقتصادية؟
قال: لأن أخطر ما يفرغ جيوب المستضعفين هو ذلك الاستهلاك