قلت: الذين يقفون على عتبات
المساجد والأسواق يبكون ويولولون ويبتكرون صنوف الحيل التي تستدر عطف الناس،
فتستخرج ما في جيوبهم.. إنهم الشحاذون الماهرون في جلب المال بلا تعب.
قال: أهؤلاء هم الشحاذون في
تصورك؟
قلت: وفي تصور جميع الناس،
إنهم الذين حكى عنها الحريري والهمذاني في مقاماتهما.
قال: وسائر الناس؟
قلت: لقد عافاهم الله من
الشحاذة.
قال: وما أدراك أن الله
عافاهم منها؟
قلت: لأنهم لا يمدون أيديهم
للناس.
قال: ولكنهم يمدون أعينهم
وقلوبهم، ولو استطاعوا لخنقوا الناس ليستولوا على ثرواتهم.
قلت: كيف.. أنا لا أرى ما
تقول.
قال: ما تقول في الاستعمار؟
قلت: هم يقولون: جئنا لنعمر
أرضكم.
قال: ولكنهم أبادوا شعوبكم،
ومرغوا كرامتكم، ونهبوا ثرواتكم، ثم لم يخرجوا إلا بعد أن عاهدتموهم على أن تضعوا
أيديكم المجروحة في أيديهم الآثمة.