قلت: لكأني بك تقصد قول ابن
عطاء الله:( لا
تتعد نية همتك إلى غيره، فالكريم لا تتخطاه الآمال)
قال: فمن الكريم هنا؟
قلت: الله، فهو الذي إذا قدر عفا،
وإذا وعد وفى، وإذا أعطى زاد على منتهى الرجاء، ولا يبالي كم أعطى، ولا لمن أعطى،
وإن رفعت حاجة إلى غيره لا يرضى، وإذا جفي عاتب وما استقصى، ولا يضيع من لاذ به
والتجا، ويغنيه عن الوسائل والشفعاء.
قال: فهل يستحق هذه الصفات بكمالها
أحد من خلق الله؟
قلت: لا.. فذلك مستحيل.. فإن مثل
هذا الكرم لا يمكن أن يكون إلا ممن خزائنه لا تنفذ.. أما خزائننا فسريعة النفاذ..
ولو امتلأت ففينا من البخل ما يمنع التكرم بها.
قال: فلماذا إذن تتخطون الرقاب،
ولماذا تتركون عزة المادين أيديهم إلى الله لتسحقوا في ذلة المادين أيديهم إلى
خلقه.