صفة مذكورة يتفرع عنها صفات أخرى، تجعل الإنسان مستعدا لأن ينزل أسفل سافلين، ولكنا نتحدث هنا عن الصفات التي تيئسك مما في أيديهم.
قلت: فما وجه الحصر في هذه الصفات؟
قال: إذا علمت مساواتهم لك في الفقر لم تمد يدك إليهم، وهل يمد مريض يده لمريض مثله.. وهل يمد غريق يده إلى غريق؟
قلت: ولكن الناس ليسوا كلهم فقراء، فلذلك لا أمد يدي إلا إلى الأغنياء منهم.
قال: فهم بخلاء.. يكنزون أموالهم، ويخافون إهدارها عليك وعلى أمثالك.
قلت: ولكن فيهم الكرام، وهل عقمت الأرحام أن يلدن مثل حاتم؟
قال: فهم ظالمون يضعون كرمهم في المواضع التي لا تصيبك.
قلت: سأعرفهم بحاجاتي التي أعرفها وأشرحها لهم.
قال: فهم عاجزون.. لأن حاجاتك أكثر من أن يسدها فقير وظالم وبخيل وعاجز.
قلت: يا معلم، لدي شبهة هنا، قد يتعلق بها من يتعلق.
قال: وما هي؟
قلت: إن هذه المعارف تحيلني يائسا قانطا، أليس القنوط كفرا؟
قال: ذلك هو القنوط من الله، واليأس من رحمته، فقد قال تعالى على لسان