يعقوب
u:{ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ
مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}(يوسف: 87)
قلت: ومع ذلك، فقد يقاس
اليأس من الخلق باليأس من رحمة الله بنوع من القياس أليس الخلق واسطة من وسائط
الفضل!؟.. فاليأس من وسائط الفضل يأس من الموسوط صاحب الفضل.
قال: ألا تعلم أن أول من
قاس إبليس حين قال:{ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ
مِنْ طِينٍ}(لأعراف: 12)؟
قلت: تخليت عن القياس..
فأنا لا أكاد أومن به .. ولكن ماذا يفيدني أن أعلم فقر الخلائق وعجزها وبخلها
وجهلها.
قال: يخلصك من عبوديتهم
والأمل مما في أيديهم ويجعل أملك في الله.
قلت: فكيف لقلبي أن يرفع
الأمل من الخلق، ويتحقق باليأس مما في أيديهم.
قال: بتعلم حقائق هذه
الكلمات، فإن القلب لا يتغذى إلا االكلمات النابعة من منابع الحكمة.
الفقر:
قلت: فعلمني أولها.
قال: أول حقيقة يتشربها
القلب لتبث فيه اليأس من أيدي الخلائق أن يعلم فقرهم.