قلت: فالفقر إذن ليس خاصا
بفلان من الناس، ولا بدولة من الدول.
قال: الفقر هو سمة الكون
جميعا.. أما الغني الوحيد في هذا العالم فهو الله تعالى، ألم تسمع قوله تعالى:{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ
أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}
(فاطر:15)
قلت: فهلا أفهمت بصيرتي ما تعنيه
هذه الآية.
قال: الفقر في حقيقته هو الحاجة،
وهي ليست مختصرة فيما اصطلح عليه الناس من أصناف الحاجات، بل هي كل شيء وهبه الله
تعالى لعباده ابتداء من وجودهم، وانتهاء بالأرزاق التي تفاض عليهم في كل حين.
قلت: فاضرب لي أمثلة على ذلك تجعلني
أتصور الحقائق، فلا يمكنني تعقل الحقائق قبل تصورها.
قال: ما هي أصناف الحاجات التي
يحتاج الخلق إلى سدها؟
قلت: هي كثيرة جدا، ففي الإنسان من
الحاجات بحسب عدد خلاياه.. بل بحسب عدد الذرات التي يتشكل منها بنيانه.
قال: ففي الإنسان من الفقر إذن بحسب
الذرات التي يتشكل منها بنيانه.
قلت: كيف؟
قال: لأن الفقر هو الحاجة.. ففي كل
ذرة حاجة من الحاجات.. وفاقة تستدعي أن تسد.
قلت: هذا صحيح.. ولكن لحاجات
الأغنياء ما يسدها بخلاف حاجات