قال: الأغنياء يسدون جزءا من مليون
جزء من حاجاتهم.. أو هو جزء لا يكاد يرى.
قلت: كيف؟ أكل تلك الثروات التي
يمتلكونها.. والخزائن التي يوصدونها.. والأموال التي يرصدونها لا يسدون بها إلا
حويجات قليلة.
قال: بل في الحقيقة لا يسدون شيئا،
ألم تسمع موعظة ابن السماك حين دخل عل بعض الخلفاء..
قلت: وبيد الخليفة كوز ماء يشربه،
فقال له:( عظنى ) فقال:( لو لم تعط هذه الشربة إلا ببذل جميع أموالك وإلا بقيت
عطشان، فهل كنت تعطيه؟ قال: نعم فقال:( لو لم تعط إلا بملكك كله، فهل كنت تتركه؟
قال: نعم قال: فلا تفرح بملك لا يساوى شربة ماء.
قال: فهل فهمت ما في هذه الحكمة من
حكمة؟
قلت: هي واضحة، فنعم الله على عباده
لا تعد ولا تحصى، وكأنه يقول له: إن نعمة الله تعالى على العبد فى شربة ماء عند
العطش أعظم من ملك الأرض كلها.
قال: فنعم الله إذن لا تعد، ولا
تحصى؟
قلت: أجل، بل قد ورد التنصيص على
هذا مرتين في القرآن الكريم، قال تعالى:{ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ
لا تُحْصُوهَا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}(ابراهيم: