قال: لم أسألك عن مصدر
النعم، وإنما سألتك عن علل نزولها.
قلت: هي تنزل لتسد حاجات
الخلائق.
قال: كيف يكون ذلك؟
قلت: إن الجود الإلهي يسد
فاقة الجوع بالإطعام، كما يسد فاقة البرد باللباس، كما قال a في الحديث القدسي:( يا عبادي كلكم
جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني
أكسكم )[1]
قال: فأنت تقر إذن بأن نعم
الله لا تحصى، وأن فضله لا يعد، ثم تذكر بأن ذلك الفضل وتلك النعم غايتها سد حاجات
الخلق.