responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كنوز الفقراء نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 255

قال: إن هذا يوصلك إلى حقيقة فاقة الخلائق، لأنه لولا حاجاتهم الكثيرة غير المحصورة لما نزلت النعم غير المحصورة، والفاقة هي عين الفقر.

البخل:

قلت: نعم فاقة الخلائق ضرورة لا ينفكون عنها، فما بخلهم؟ وهل البخل إلا لمن يملك؟

قال: نعم يملكون.

قلت: كيف يملكون.. وهم فقراء.. أليس في ذلك تناقضا؟

قال: إن الله بحكمته أعطى الأغنياء بعض ما قد تمس إليه حاجة الفقير ليبتلي الغني بالفقير، والفقير بالغني، ألم تسمع قول الحق تعالى:{ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ}(الأنعام:165)؟

قلت: فما تحمل هذه الآية من الإشارة إلى هذا المعنى؟

قال: هذه الآية تشير إلى الحقائق التي ينطوي عليها بخل الإنسان.

قلت: كيف ذلك؟.. لا أرى فيها ما تقول.

قال: قوله تعالى:{ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ } يدل على أن الله تعالى جعل في أيدي بعض الناس ما يوصلون به الفضل الإلهي لعباده، فهم خلفاء في توصيل هذا الفضل، بدليل قوله تعالى بعدها:{ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ

نام کتاب : كنوز الفقراء نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست