بَعْضٍ دَرَجَاتٍ (
قلت: أي فاوت بينكم في الأرزاق والأخلاق والمحاسن والمساوي، والمناظر والأشكال والألوان، وقد ورد مثل هذا في القرآن الكريم، قال تعالى:{ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً }(الزخرف: 32)، وقال:{ انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً} (الاسراء:21)
قال: ولكن أكثر الخلائق يحبسون هذا الفضل.
قلت: لماذا؟
قال: لما في طبعهم من البخل، ألم تسمع قول الحق تعالى:{ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ}(النساء: 128)، فالشح طبع فيهم يغذونه بسلوكهم المنحرف.
قلت: ولكن لماذا غذوا بالشح الفطري، لماذا لم يغذوا بالكريم الفطري؟
قال: لأن الكرم الذاتي من صفات الغني، وليس ذلك إلا الله، أما الخلائق فلفقرهم وحاجاتهم اللامتناهية يخشون دائما نفاذ ما عندهم، فيبخلون على الخلائق به.
قلت: والكرماء من الخلق.. كيف يكرمون؟
قال: الأولياء يكرمون من خزائن الله لا من خزائنهم، فلذلك لا يعرفون البخل.
قلت: لماذا، وما الفرق بينهم وبين سائر الناس؟